من هبة الكردي
القاهرة - مباشر: بعد إعلان جلوبال تليكوم زيادة رأسمالها عبر الاكتتاب بنحو 4 أضعاف لسداد ديون وأقساط فوائد سندات مصدرة بالدولار، هل سيكون مصيرها مثل أورانج مصر؟
ومنذ عام اتخذت أورانج مصر نفس الخطوة لسداد الديون، وانتهى الأمر بشطب أسهمها من البورصة المصرية نهائياً في الشهر الماضي.
ويرى رؤساء بنوك استثمار وخبراء في أحاديث مع "مباشر"، أن إجراءات جلوبال تليكوم في الاكتتاب لزيادة رأس المال تعد بداية لمصير أورانج مصر تمهيداً لشطب أسهمها من البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل عدم وجود استثمارات لها بمصر، مؤكدين خسارة المستثمرين من تلك الخطوة.
وفي نوفمبر الماضي، وافقت لجنة القيد بالبورصة المصرية على شطب القيد النهائي لأسهم أورانج مصر للاتصالات برأسمال 16.3 مليار جنيه.
ووافق مجلس إدارة جلوبال تليكوم على زيادة رأس المال المصدر من 2.73 مليار جنيه إلى 13.9 مليار جنيه، عبر الاكتتاب في الزيادة لقدامى المساهمين، وذلك بزيادة قدرها 11.18 مليار جنيه، من خلال إصدار 19.27 مليار سهم بقيمة اسمية 58 قرشاً للسهم.
مصير أورانج
أكد أبو بكر إمام رئيس قطاع البحوث لدى بنك الاستثمار سيجما، أن اتجاه جلوبال تليكوم لزيادة رأسمالها عبر الاكتتاب لسداد الديون يعد بداية لانتهاج مصير أورانج وشطبها من البورصة المصرية.
وقالت شركة أورانج في يوليو، إنها استخدمت متحصلات اكتتاب زيادة رأس المال بشكل كامل في سداد الأرصدة الدائنة.
وكانت الجمعية العامة غير العادية لشركة أورانج، أقرت في ديسمبر الماضي، زيادة رأس المال المصدر من مليار جنيه إلى 16.4 مليار جنيه، عن طريق دعوى قدامى المساهمين للاكتتاب.
وأشار أبو بكر إلى أن تأثير القرار سينعكس بالتأكيد بالإيجاب على الشركة لتقليل الالتزامات عليها.
أمَّا تأثير زيادة رأس المال على المستثمرين، أوضح أنه سيؤثر سلباً على المستثمرين؛ حيث يؤدي إلى انخفاض ربحية السهم.
وأكد رئيس قطاع البحوث لدى سيجما، أن الأرباح التي تحققها الشركة لا تعوض المستثمرين عن انخفاض ربحية السهم.
انخفاض السعر السوقي
قال عمرو الألفي مدير إدارة البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية – مصر، إن زيادة رأسمال جلوبال تليكوم ستؤدي إلى انخفاض السعر السوقي للسهم بمعدل ملحوظ.
وشهد سهم جلوبال موجة تراجع وصلت إلى نحو 16% منذ إعلان زيادة رأس المال مطلع الشهر الجاري.
وأضاف الألفي أنه من المتوقع أنه يستمر سهم جلوبال في التراجع إثر زيادة رأس المال خلال الفترة المقبلة.
وأشار الألفي إلى أن ما قامت به جلوبال تليكوم يتشابه كثيراً مع ما قامت به أورانج قبل شطبها من البورصة خاصة في ظل عدم وجود أي استثمارات لجلوبال تليكوم في مصر، متخوفاً من أن تنتهج جلوبال نفس نهج أورانج بالنهاية.
وذكر رئيس بحوث شعاع، أن المستثمرين يقعون أمام خيارين، الأول يتمثل في استبعاد السهم أو الاحتفاظ به بغرض الاستثمار طويل الأجل ولكن مع أخذهم في الاعتبار المخاطر المصاحبة للخيار، الثاني وأن يمثل نسبة صغيرة جداً من محفظة الأسهم.
وكانت شعاع أشارت في أكتوبر الماضي، إلى أن الاستثمار في سهم جلوبال يحتاج قوة أعصاب وصبر.
وكان سعر السهم هبط بنسبة 10% في الدقائق الأولى بعد إعلان موافقة المجلس على زيادة رأس المال.
وفي سبتمبر الماضي، قالت جلوبال تليكوم إن مراجعة توقعات التدفقات النقدية للشركة أظهرت وجود مواعيد استحقاق لديون جوهرية وسداد فوائد ومتطلبات رأس المال عن النصف الثاني من 2018 و2019 تصل بحد أدنى 500 مليون دولار.
تفادي الشطب
قالت مديرة التداول لدى الشركة العربية أون لاين، إن جلوبال تليكوم تحاول أن تُسوي أوضاعها المالية من خلال زيادة رأس المال لسداد الديون.
وأضافت أن فكرة الشطب غير مطروحة أمام جلوبال في الوقت الحالي في ظل محاولة الشركة لمساواة الديون لتحقيق معدلات نمو طبيعية تقيها من الوصول إلى ذلك.
وأشارت مديرة التداول إلى أن قرار جلوبال تليكوم بزيادة رأس المال لسداد مديونيات ومستحقات ليس بالسيناريو الأفضل للمساهمين، موضحة أن الزيادة لن تبقى في حقوق ملكية الشركة لتعظيم حجم الاستثمارات المتاحة أو توظيف حصيلة زيادة رأس المال لتوسعات في أعمال أو أنشطة الشركة.
وأكدت الهيئة العامة للرقابة المالية أنه في حالة موافقة مجلس إدارة جلوبال تليكوم على الزيادة المحتملة في زيادة راس المال فيستوجب امتناع فيون (المساهم الرئيسي) من التصويت على الجمعية العامة للشركة، وفقاً لبيان للبورصة.
وتشهد جلوبال تليكوم منذ بداية العام العديد من المشاكل خاصة بعد تقيم فيون لأكثر من عرض للاستحواذ وانتهائه بالفشل.
وتراجع سهم الشركة منذ بداية العام بنسبة 57.99% بقيمة تداول بلغت 14.48 مليار جنيه.
يشار إلى أن الرقابة المالية أعلنت في نوفمبر2017، أنه تم إيداع مشروع عرض شراء إجباري لـ42.31% من رأسمال جلوبال تيلكوم القابضة بسعر 7.9 جنيه للسهم.
وقالت جلوبال تيلكوم القابضة في 3 أبريل الماضي، إن شركة "فيون"، المساهم الرئيسي بها، خاطبت الهيئة العامة للرقابة المالية بسحب عرض الشراء الإجباري على أسهمها.
وعادت الشركة في يوليو الماضي، وأعلنت عن تلقيها عرض شراء لأصولها في شركة جاز والعمليات التابعة من شركة فيون مقابل 2.55 مليار دولار، موضحه أنه جارٍ دراسة العرض من قبل المجلس.
ترشيحات:
فيون تخيب آمال مستثمري جلوبال تليكوم مع استبعاد تقديم عرض جديد